لتفادى التفكك الأسرى

20 06 2009

لتفادى التفكك الأسرى

 

يتكون المجتمع من أفراد تربط بينهم علاقات عديدة. والأسرة هى أولى تجارب الإنسان المجتمعية التى تظهر فيها العلاقات بينه وبين من حوله. وبالتالى، فإن الأسرة وصلاحها من أهم الركائز التى يرتكز عليها صلاح المجتمع والعلاقات بين أفراده.

ومن هذا المنطلق جاء اهتمامى بكتابة هذا المقال لمشاركة القارئ لبعض الأفكار والتجارب فى هذا الشأن.

على الرغم من أن حديثى يتركز حول الأسرة المصرية، إلا أنه ينطبق على عدد كبير من الدول الأخرى –خاصةً النامى منها-. فإننى اكتشفتُ (بسبب كثرة تبادلى المعلومات والحوارات مع نساء عديدة من مختلف البلاد النامية) أن المشكلات النى نعانى منها هنا (فى مصر) تتشابه بقدر عجيب مع ما تعانيه الأسرة فى أنحاء متباعدة من الكرة الأرضية، خاصةً فيما يخص الجزئين الخاصين بـ(اختيار شريك الحياة والنظرة الذكورية/النسائية للزواج) و(تربية الأبناء).

وينقسم المقال إلى خمسة أجزاء، فيما يلى تفصيلها.

*******************************************************

المقدمة

(الجزء 1/5)

إن الحياة العصرية بما فيها من انشغالات، وتحديات، وترامى أطراف المدينة الواحدة، وطول ساعات العمل خارج المنزل، وتسارع الأحداث أدت -مما لا شك فيه- إلى سلبيات عديدة تعانى منها الأسر مثل ندرة اللقاءات الأسرية أو انعدامها، والتباعد بين أفراد الأسرة الواحدة؛ فلا يعلم أحدهم ما يجرى للآخر، وكذلك زيادة الحدة والتوتر فى العلاقات الأسرية…إلى غير ذلك من مستجدات على الأسرة المصرية.

وإذا ألقينا نظرة سريعة على أحوال حديثة نسبياً طرأت على المجتمع والأسرة المصرية نجد ارتفاع معدلات الطلاق[1]، والتفكك الأسرى (مثل الطلاق الصامت)، والزواج العرفى، والإدمان، وارتفاع عدد أطفال الشوارع، إلى غير ذلك من سلبيات يعانى منها المجتمع حالياً ولم يكن يشهدها من قبل. وهناك دراسات تهتم بدراسة وتحليل كل من هذه الظواهر وهى موجودة فى كليات الآداب قسم علم الاجتماع، وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ومعهد الدراسات والبحوث الإحصائية، ومركز معلومات مجلس الوزراء، ومركز البحوث الاجتماعية والجنائية، ومركز البحوث الاجتماعية، وأماكن أخرى عديدة.

 فالمشكلات الأسرية عديدة ومتنوعة، ولكن من الممكن فى كثير من الحالات التغلب عليها أو الوقاية منها بشئ من الوعى، وإعمال العقل، والتعلم من الخبرات المحلية والعالمية لإيجاد حلول لها أو لتفادى المشكلة أصلاً. وإذا فكرنا فى تقسيم المشكلات إلى مراحل، فإننا نبدأ بالمرحلة الأولى وهى تكوين الأسرة أو مرحلة اختيار شريك الحياة، فالمرحلة الثانية وهى المعاملة داخل نطاق الأسرة المتكونة، وأخيراً، تأتى المرحلة الثالثة، ألا وهى مرحلة تربية الأبناء التى تؤدى بعد ذلك إلى الدخول فى تكوين أسر جديدة إلى آخره. فهى دائرة مغلقة من المراحل الثلاث المتتابعة المتتالية. فإذا أردنا الإصلاح، فلا بد أن نبدأ من أية مرحلة نستطيع أن نبدأ منها حتى لا تتابع الأخطاء فى دوائر مفرغة. المهم هو أن نبدأ فى أسرع وقت ممكن وبقدر المستطاع لتحسين الأوضاع الحالية لأسرنا. ولكن من وجهة نظرى، وعملاً بمبدأ “الوقاية خير من العلاج”، أرى أن أسهل مرحلة للإصلاح هى المرحلة الأولى. فلنبدأ بالحديث عنها أولاً.

********************************************************************

المرحلة الأولى: تكوين الأسرة واختيار شريك الحياة

(الجزء 2/5)

أما المرحلة الأولى، فالحديث فيها يطول لأيام وأيام. فيمكننا تناول هذه المرحلة من حيث أهميتها، والمشكلات التى تحدث فيها، وكيفية حلها، وأهمية القرارات التى تتخذ فيها، وعواقبها،…والعديد من الجوانب التى يعتبر كل جانب منها على درجة عالية من الأهمية.

ففيما يخص هذه المرحلة، فإنها كثيراً ما تحتوى على المكونات الأساسية لفشل أو لنجاح الأسرة. ويؤكد ذلك ارتفاع نسبة الطلاق أو الخلافات الحادة بين الزوجين فى الشهور الأولى من الزواج وخاصةً خلال الشهر الأول كنسبة من الطلاق الكلى. فكثيراً ما نسمع بعد الطلاق أن المشكلات ظهرت بعد الزواج مباشرةً سواء بساعات، أو بأيام، أو بأسابيع. وفى الكثير من الحالات يكون السبب هو سوء الاختيار فى المقام الأول وليس الخديعة (التى لا أنفى وجودها فى بعض الزيجات من قِبَل أحد الطرفين أو كليهما) أو التغير الذى طرأ على أحد الزوجين. فأى تغير جذرى هذا الذى يمكن أن يحدث للفرد بين عشيةٍ وضحاها؟!

وعندما يحدث هذا الاصطدام بالواقع، يبدأ التفكك الأسرى. فالبعض ينهيه بالطلاق، والبعض الآخر يستمر فى الحياة إما على أمل التحسن فى العلاقات، أو خوفاً من كلام الناس، أو بسبب الضغط من الأهل، أو لأنه لا يملك بديلاً لهذه الحياة كالاحتياج لمصدر دخل أو سكن، أو لأى سبب آخر.

وإذا تأملنا أسباب سوء الاختيار، فنجد على سبيل المثال -لا الحصر-: التعجل، والانبهار الزائد، والجهل بأسباب نجاح الحياة الزوجية، والهروب من الحقيقة: بمعنى عدم الرغبة أو القدرة على المواجهة عند حدوث موقفٍ ما يستحق الحسم أو النقاش…

فأما التعجل بالزواج فإنه قد يأتى من اعتبار أن الزواج هدف فى حد ذاته وليس وسيلة لإقامة حياة سعيدة ناجحة تَبْنى حياة الفرد ولا تدمرها. وقد ينتج التعجل من الخوف من العنوسة (خاصةً بين الفتيات). وفى هذه النقطة، أود أن أشير إلى تجربة قامت بها المحامية (يمنى مختار). فقد قامت هى وآخرون بإنشاء مجموعة نقاشية على الموقع الشهير (فيس بوك) وأطلقوا عليها “عوانس من أجل التغيير”، وفتحوا المجال للنقاش حول مشكلة الزواج وأسبابها واختلاف الآراء ووجهات النظر فى هذا الشأن، وأن تأخر سن الزواج ليس سُبة فى جبين الفتاة، فهى تستطيع أن تجد لنفسها حياة كاملة مفيدة حتى وإن لم تكن متزوجة. وهذا الحوار بين الشباب من الجنسين، وبين أفراد كل جنس على حده، هام جداً وضرورى لتبادل الخبرات وبناء حياة أسرية أفضل من السابقين.

وأما الانبهار الزائد الذى قد يشل العقل عن التفكير قد يكون انبهار بالمال، أو الجمال، أو المنصب، أو غير ذلك من المغريات. فالشخص لا ينظر إلا لهذه الأشياء التى سرعان ما يزول بريقها عند أول احتكاك بالواقع، ولكنه للأسف يحدث بعد فوات الأوان.

وأما الجهل بأسباب نجاح الحياة الزوجية، فلا علاقة له بمستوى التعليم، ولكنه مرتبط بمستوى الوعى والإدراك والحكمة. وفى هذا الشأن، توجد عدة قراءات من شأنها توعية الجنسين بالنقاط الهامة فى الاختيار، ونذكر منها على سبيل المثال الموقع الإلكترونى الشهير (إى-هارمونى www.eharmony.com) الذى يعتمد على تحليل الشخصية تحليلاً مستفيضاً (الاستمارة تستغرق عدة ساعات لاستكمالها). وهذا التحليل يأخذ فى الاعتبار 29 معياراً من معايير التوافق الموضوعية بين الطرفين والتى ثبت تأثيرها على نجاح الحياة الزوجية بنسبة كبيرة. فمؤسس الموقع (د. نِيل كلارك وارِن) له خبرة تصل إلى 30 عاماً فى إدارة العلاقات الإنسانية والأسرية. كما له عدة مؤلفات فى هذا الموضوع. وكذلك يحتوى الموقع على مقالات، ومناقشات، ونصائح، وغير ذلك من ضرورات لإنجاح الحياة الأسرية. كما أن هناك موقعاً مرتبطاً بهذا الموقع لإدارة الخلافات الزوجية لمن هم متزوجون بالفعل ولم يعد أمامهم مجال لاختيار شريك الحياة.

فالتوافق هو أهم ركائز النجاح الزوجى. وللتأكد من وجود هذا التوافق أو عدمه، يجب التأنى والتروى فى الاختيار وعدم التسرع بالزواج. كما يجب التمهل فى فترة الخطوبة حتى تحدث مواقف تظهر مدى توافق شخصيتى العروسين، ومدى تحملهما المسئولية، والاحترام المتبادل بينهما، ومفهوم الزواج لدى كل منهما قبل وقوع الفأس فى الرأس (كما يقول المثل الشعبى).  فليس المهم أن تتزوج الفتاة قبل قريناتها، ولا المهم أن يكون زوجها أكثر غنى من زوج فلانة، ولا المهم أن يتزوج الشاب أجمل امرأة فى العالم،..إلى غير ذلك من المهلكات.

 *********************************************************************

 المرحلة الثانية: المعاملة داخل نطاق الأسرة

(الجزء 3/5)

أما إذا افترضنا حسن اختيار شريك الحياة، فقد تظهر المشكلات فى المرحلة الثانية ، ألا وهى الحياة الزوجية نفسها. ففى الكثير من الأحيان تنشأ الخلافات والمشكلات بين الزوجين، فلا يدرون كيف يحلونها، وذلك لأسباب عدة. فمن هذه الأسباب عدم تعود الطرفين على التفكير والتخطيط السليم لحياتهما منذ البداية، أو لأن الأسر فى غالب الأمر لا تربى الأبناء على أنهم سيكونون فى يوم من الأيام أزواجاً وزوجات وأرباب أسر. ففرط الحنان والتدليل يعوّدان على الأنانية، أما فرط الشدة والقهر يعودان إما على الخنوع والاستسلام والسلبية، أو على النقيض، الحدة والعنف. ففى كثير من الحالات يَعرِف الفرد حقوقه دون واجباته، وبالتالى يجور على حق الطرف الآخر، أو يعرف واجباته دون حقوقه، فيصبح تنازله عن حقوقه حقاً مكتسباً للطرف الآخر. وكلا الحالين غير سويين.

وأحياناً تظهر مشكلات تافهة ولكن تكرارها بشكل يومى يؤدى إلى تعكير صفو الحياة الأسرية وأحياناً ينتهى الحال باستحالة العشرة بينهما. وأذكر فى هذا المقام كتاباً شهيراً بعنوان “الرجال من المريخ والنساء من الزهرة”[2] الصادر فى مايو من عام 1992 من تأليف الطبيب النفسى الأمريكى “جون جراى”. يتكون الكتاب من 13 فصلاً ويتناول المشاكل التى قد تحدث بين الرجل والمرأة نتيجة الاختلافات بينهم. وترجم هذا الكتاب إلى عدد كبير من اللغات. وكذلك أذكر كتاباً آخر ومجموعة لقاءات فكاهية -ولكنها واقعية جداً- لـ”مارك جَنْجِر” تحت عنوان “اتخذ طريقاً ضاحكاً لحياة زوجية أفضل”[3]. حيث يوضح بعضاً من أهم ما يفجر الخلافات بين الزوجين بطريقة تمثيلية كاريكاتورية ضاحكة. فهو يوضح -هو الآخر- الفرق بين تركيبة عقل الرجل وتركيبة عقل المرأة ونقاط اختلافهما على الرابط التالى

فيذكر مثلاً أن عقل المرأة يحتمل التفكير فى عدة موضوعات فى آن واحد بينما لا يمكن للرجل ذلك. وهذا ما قد يثير الرجل إذا ربطت المرأة عدة موضوعات ببعضها البعض، أو انتقلت من موضوع إلى آخر دون الانتهاء من الموضوع الأول. كما يذكر أن الرجل يحب فى كثير من الأحيان الجلوس بمفرده دون إزعاج من أى شخص، فيذهب للصيد دون أن يتحدث لأحد أو ما شابه. وهذا يثير المرأة وتظن أنه يهملها،…وهكذا. كما أن له فيديو آخر يؤكد على أن الرجل لا يستجيب لأى طلب يطلب منه مرة واحدة. وللوصول لتحقيق الطلب، لابد من تكراره أكثر من مرة، وهذه طبيعة فى الرجال بشكل عام.

 http://www.youtube.com/watch?v=cwBKIQ__q7Q&feature=related ************************************************

المرحلة الثالثة: تربية الأبناء

(الجزء 4/5)

وأما المرحلة الثالثة، فهى مرحلة تربية الأبناء. وهذه المرحلة هى أخطر وأهم مرحلة فى حياة الأسرة؛ فأبناء اليوم هم أزواج وزوجات الغد، وآباء وأمهات المستقبل، والقوة العاملة بعد سنوات قليلة. كما أن إخوة اليوم من الأطفال، هم الأعمام والأخوال فى عائلات المستقبل. فكيفما تتم تنشئتهم يكونون ويتصرفون. فإذا تعلموا الفضيلة والعدل والأخلاق الحميدة، فأول من سيجنى هذه الثمار هم الوالدين، ثم المجتمع بأسره؛ وإذا لم يعرفوا عن هذه القيم شيئاً، فسيقودون أهلهم إلى القاع السحيقة من تبعات انحلالهم مثل العقوق، والإدمان، والزواج العرفى،…كما ذكرنا سالفاً.

فبافتراض أن الزوجين نجحا فى اختيار شريك الحياة وعلما كيف يتعاملان معه، فإنهما فى كثير من الأحيان لا يصلحان لتربية أبناء أسوياء. فكم من الأمهات يعلمن أسس التغذية والتربية السليمة؟! وما هى هذه النسبة بين الأمهات؟!

فالكثير من الآباء -وخاصةً الأمهات- يدللن أبناءهم مما يعلمهم التبعية والأنانية وعدم تحمل المسئولية. وبعضهم قد يقسو على الأبناء مما يجعلهم مهزوزين، لا رأى لهم، وقد ينعزلون عن العالم من حولهم، وقد يكونون قساة القلوب،…إلى آخره. ويؤدى افتقاد القدوة –أو الأسوأ هو وجود القدوة السيئة من قِبَل الآباء- إلى مشكلات لا يمكن تصحيحها وإلى اهتزازات نفسية وعدم وضوح الصورة والقيم فى أذهان الأطفال. فقد يطلب الآباء من الأبناء شيئاً بينما يفعلون هم العكس. فهناك العديد من الأزمات والعقد النفسية التى تولدها التربية غير الصحيحة.

فكل ما سبق يحدث فى ظل وجود الآباء فى نطاق حياة أطفالهم. فما بال الآباء الذين يرون أن كل دورهم فى الحياة هو توفير متطلبات الحياة المادية بينما يغفلون المتطلبات المعنوية والنفسية لأبنائهم؟ فنجد بعض الآباء الذين يسافرون إلى الخارج لإغداق أبنائهم بالأموال دون أية رقابة، أو رعاية، أو متابعة، أو تقويم لسلوكياتهم. وليس الإهمال مرتبطاً بالسفر للخارج بالضرورة، فهناك بعض الآباء والأمهات الذين يعملون ليل نهار خارج المنزل ولا يأتون إلا للنوم، غافلين تماماً عما يدور فى حياة أبنائهم. فقد يُتْرَك الأبناء فى رعاية الأجداد، بكل ما لديهم من تدليل؛ أو مع الخادمة، بكل ما تحمل من قيم وتصرفات لا تمت للتربية بصلة –إلا فيما نَدُر.

فكيف -بعد كل ما ذكرناه- نجرؤ على أن نطلب من الشباب أن يكونوا متحملين للمسئولية أو بارّين بآبائهم أو مربّين أفاضل لأجيال قادمة؟!! ومن قلب كل ما ذكر، تظهر كل الظواهر الاجتماعية السلبية التى ذكرناها سالفاً.

*******************************************************

الخاتمة: بعض النصائح الهامة

(الجزء 5/5)

وأخيراً، نذكر بعض النصائح التى قد تساهم فى تأسيس أسر أفضل:

1.  تخصيص وقت محدد للتجمع الأسرى -ولو ساعة واحدة كل أسبوع- لتبادل الأخبار والمشورة بين جميع أفراد الأسرة الواحدة.

2.  فتح مجال للنقاش البنّاء بين أفراد الأسرة.

3.  تقبل النقاش مع أفراد الأسرة مع الأخذ فى الاعتبار اختلاف الأعمار، والميول، والاحتياجات لكل فئة، وعدم الاصطدام بما لا يقبله الآخر لإيجاد حلول وسطى وتجنب الانقسامات داخل الأسرة الواحدة.

4.  الاتصال بخط نجدة الطفل 16000 للاستفسار عن أية مشكلة تواجه الآباء فيما يخص تربية الأبناء.

5. الاتصال بمراكز الاستشارات الأسرية المنتشرة فى أنحاء الجمهورية لحل الخلافات الأسرية قبل تفاقمها.

وأخيرً، برجاء المشاركة بأى معلومات أو تجارب مفيدة مررتم بها أو علمتم عنها من أجل إثراء هذا النقاش، وشكراً.


[1] منها على سبيل المثال: الطلاق كآلية من آليات تفكك الأسرة المصرية: رصد للواقع واستكشاف ملامح المستقبل [الباب الثالث، الفصل الثانى من: الاسرة المصرية وتحديات العولمة، اعمال الندوة السنوية التاسعة لقسم الاجتماع، 7-8 مايو 2002[، المصدر: بوابة معلومات مصر http://www.eip.gov.eg

[2] “Men Are from Mars, Women Are from Venus”

[3] “Laugh Your Way to a Better Marriage”